يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
نماذج مشرقة ومشوقة من الأدب
قد نجهل كثيرا كيف يكون الأدب مع الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو مع الخلق
فهذه نماذج للأدب الراقي الذي نحتاج تعلمه و تطبيقه في حياتنا ؛
أ
من صور الأدب مع الله عزوجل :
من أدب الأنبياء عليهم السلام مع الله عزوجــل :
قول إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام عن الله تعالى :
(( الذي خلقني فهو يهدين . و الذي هو يطعمني و يسقين .
و إذا مرضت فهو يشفين )) [ الشعراء 78- 80 ]
نلاحظ قوله في وصف ربنا عزوجل : ( خلقني ) - ( يطعمني ) - ( يسقين )
فلما جاء دور المرض ، لم يقل : و إذا أمرضني ، بل قال (( وإذا مرضـت )) فنسب المرض لنفسه
حفظاً للأدب مع الله تبارك وتعالى .
،
ومن أدب مؤمني الجـن عند الحديث عن الله عزوجل :
ماجاء في سورة الجن ، آية 10 :
(( وأنا لاندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً ))
فقالوا أولا (( أشر أريد بمن في الأرض ))
ولم يقولوا : أشر أراده الله بمن في الأرض ، فلما جاء ذكر الرشد والخير أضافوه لله سبحانه
(( أم أراد بهم ربهم رشداً ))
س / هل نتحرى في ألفاظنا عند الخطاب عن الله عزوجل بما يظهر أدبنا في ذلك ؟
أم أننا نتكلم بما نراه مناسباً للنظم الأدبي و السجع مثلاً وغرابة اللفظ , وغير ذلك ..
و لا نشعر أن بعض ما كتبناه لايليق أدباً مع ذي الجلال والإكرام ؟
ب
من صور الأدب مع الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه :
كنت جالسا بالمدينة في مجلس الأنصار . فأتانا أبو موسى فزعا أو مذعورا .
قلنا : ما شأنك ؟ قال : إن عمر أرسل إلي أن آتيه .
فأتيت بابه فسلمت ثلاثا فلم يرد علي . فرجعت
فقال : ما منعك أن تأتينا ؟ فقلت : إني أتيت . فسلمت على بابك ثلاثا .
فلم يردوا علي . فرجعت . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له ، فليرجع ) .
فقال عمر : أقم عليه البينة . وإلا أوجعتك .
فقال أبي بن كعب : لا يقوم معه إلا أصغر القوم .
قال أبو سعيد : قلت : أنا أصغر القوم . قال : فاذهب به )) - صحيح مسلم -
فلنتأمل أولاً : أدب أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم
حين التزم أمره فرجع بعد أن استأذن ثلاثاً فلم يسمع الإذن ..
ثم لنلحظ أدب عمر رضي الله عنه حين أخبره أبوموسى رضي الله عنه بالحديث
وعمر رضي الله عنه لم يسمعه ، هدده بالعقاب إذا لم يثبت
نسبة الحديث للرسول صلى الله عليه وسلم ..
س/ كم مرة التزمنا أدب الاسـتئذان ، والرجوع إذا لم يؤذن لنا بعد ثلاث ؟
و هل تأدبنا بأدب التأكد من صحة الأحاديث المنسوبة إليه صلى الله عليه وسلم
وخاصة في زمن انتشار الكذب عليه صلى الله عليه وسلم ..
وهل يبرر لنا تساهلنا أن نيتنا سليمة في الوعظ و نشر الأدعية وغير ذلك من مبررات ؟
ج
ومن صور الأدب مع الخـلق :
عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال :
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :
( أخبروني بشجرة تشبه ، أو : كالرجل المسلم ، لا يتحات ورقها ، ولا ولا ولا ،
تؤتي أكلها كل حين ) . قال ابن عمر : فوقع في نفسي أنها النخلة ،
ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان ، فكرهت أن أتكلم ،
فلما لم يقولوا شيئا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( هي النخلة ) .
فلما قمنا قلت لعمر : يا أبتاه ، والله لقد وقع في نفسي أنها النخلة ،
فقال : ما منعك أن تكلم ؟
قال : لم أركم تكلمون ، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا ،
قال عمر : لأن تكون قلتها ، أحب إلي من كذا وكذا )) - صحيح البخاري - .
س/ ترى ، هل نشعر أننا بدأنا نفتقد مثل هذا الأدب في الحديث بحضرة
من هم أكبر منا سناً أو علماً ؟
هذه نماذج سريعة عل الله تعالى يحبب إلينا تعلم الارتقاء في الأدب
و احتساب الأجر عند الله عزوجل الذي امتدح قدوتنا صلى الله عليه وسلم بقوله :
(( وإنك لعلى خلق عظيم )) - القلم 4